الزحف المغولي على العالم الاسلامي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الزحف المغولي على العالم الاسلامي
بتلى
العالم الإسلامي بموجات من الزحف المغولي الذي لم يرحم صغيرا ولا كبيرا
وانطلق يدمر كل شيء في طريقه حتى انتشرالفزع والهلع في كل مكان (1)،فمن
هؤلاء المغول الذين نشروا الرعب والفزع في العالم الإسلامي ؟ ومن أين أتوا ؟
وماذا فعلوا بالمسلمين ؟ ومن تصدى لهم من المسلمين واستطاع أنيوقف زحفهم ،
وأن يحطم كبرياءهم ؟ يذكر
كثير من المؤرخين والباحثين أن المغول هم عدة قبائل بدوية رعوية كانيشار
إليهم غالبا باسم التتار أو التتر ، وهو اسم كان يطلق على إحدى مجموعاتهم
وهي قبيلة التتر ، وكانت القبائل المغولية في مستهل القرن السابع الهجري ،
الثالث عشرالميلادي تعيش في هضبة منغوليا الواقعة شمال صحراء جوبي بين
بحيرة بايكال في الغرب وجبال خنجان (Khingan ) على حدود منشوريا في الشرق
(2)
وكانت هذه القبائل تعيش على الصيد والقنص ويتغذون باللحم ولبن الخيل
(3) ولم يكن لهم دور يذكرفي التاريخ قبل ظهورجنكيزخان ، بل كانوا ينقسمون
إلى عدة قبائل كما يلي: 1
ــ قبيلة القيات الصغيرة ، التي ظهر منها جنكيزخان وكانوا يسكنون على
شواطيء الشعب العليا الآمور وجبالقراقورم أي يابلونوي الحالية (Iablonoi )
(4)
2 ــ قبيلة الأويرات ، وكانوا يقيمون في المنطقة الواقعة مابين نهر
أونن (Onan ) وبحيرة بايكال ، وكانوا كثيري العدد وقد انقسموا إلى عدة فرق ،
إلا أنهم كانوا يأتمرون بأمرملك واحد ولما جاء جنكيزخان استطاع أن يخضعهم
لطاعته (5)
3 ــ قبيلة النايمان ، وهي من قبائل الأتراك الذين غلب عليهم
الطابع المغولي وكانوا يقيمون في أقاصي الغرب بين أعالى نهر أرتش ونهر
أرخون شمال جبال التاي وبسبب اقتراب هذهالقبيلة من قبائل الأوغور في الجنوب
فقد اعتنقوا الديانة المسيحية حسب الطقوس النسطورية(6)
4 ــ قبيلة
الكراييت (Kerait ) وكانت تقطن الواحات الشرقية لصحراء جوبي (7) وجنوب
بحيرة بايكال حتى سور الصين ، وكانت هذه القبيلة من أقوى قبائل المغول في
القرنين الخامسوالسادس الهجريين واستطاعت السيطرة على معظم القبائل حولها ،
وقد اعتنق رئيس هذه القبيلة الديانة المسيحيةعام 398هـ/1008م (
5
ــ قبائل المركييت (Markit ) وهم من المغول وكانوا يسكنون المنطقة الواقعة
شمالي بلاد الكراييت على مجرى نهر " سلنجا " وجنوبي بحيرة بايكال ، وكان
لهم جيش قوي ذو بأسشديد ولهذا شنّ عليهم جنكيزخان حربا شعواء استعمل فيها
القسوة والشدة حتى أباد معظمهم (9)
6 ــ قبائل التتار ، وكانوا يقطنون
المنطقة التي تحد شمالا بنهري " أرخون " و "سيلنجا " (Selenga ) ومملكة
القرغيز ، وشرقا بإقليم الخطا ( الصين الشمالية )وغربا قبائل الأويغور
وجنوبا بإقليم التبت (10)
وقبائل التتار من أشد قبائل الجنس الأصفر بطشا
وجبروتا في أقاليم آسيا الشمالية وكانوا يتمتعون باحترام زائد نتيجة قوتهم
بالإضافة إلى أنهم كانوا أكثر القبائل رفاهيةوتنعما (11). وكانت
قبائل التتار في صراع دائم وشديد مع قبائل المغول حتى ظهر جنكيز خان فقام
ومعه جنودهبالإجهاز عليهم واستئصال شأفتهم وأصدر أمرا قاطعا بألايترك أحد
منهم على قيد الحياة ، وعلى أثر انتصاره عليهم ، أطلق اسمهم عليه ، ربما
لما كانوا يتمتعون به من القوةوالشجاعة والثراء والنبل (12)
والحقيقة أن
المغول في بدء هجومهم على العالم الإسلامي كانوا يعرفون بالتتار كما أطلق
عليهم اسم "المغول " و " مغل " واشتهروا في التاريخ بهذين الاسمين(13). [blockquote][blockquote]ولقد
تمكن الزعيم المغولي جنكيز خان (14) من جمع شمل القبائل المغولية المتفرقة
وأخضعها كلها لسلطانهونصب نفسه عليها خاقانا (15) سنة 603هـ / 1206م وبعد
أن تولى جنكيز خان عرش المغول سعى إلى التوسع في الأقاليم الجنوبية بهدف
اقتطاع ما يمكن اقتطاعه من البلاد الصينية والتوسعفي الأقاليم الغربية بقصد
تعقب بعض القبائل المغولية التي فرت من وجهه وأبت الرضوخ لسلطانه ، وبينما
هو يستعد لتوسيع ملكه قرر وضع دستور لشعبه كي يلتزم المغول به ويسيرونوفق
قواعده في حياتهم ، وقد نظم هذا الدستور الحياة العامة المغولية لمدة طويلة
بعد موته (16). [blockquote][blockquote]وبعد
أن نظمجنكيزخان الأمور داخل دولته واطمأن إلى استقرارها زحف نحو البلاد
الشمالية من بلاد الصين وتمكن من إخضاعها ، كما تمكن من الانتقام من أعدائه
الذين فروا من وجهه تجاهالغرب ، ومن ثم اصطدم بالقوى الإسلامية ولاسيما
الدولة الخوارزمية التي كانت قد وصلت إلى أقصى اتساع لها في عهد علاء الدين
محمد خوارزم شاه ، وقد استطاع جنكيزخان تخريبأقاليم هذه الدولة والتنكيل
بسلطانها وجيوشها وسكانها في مدة لاتزيد على أربع سنوات ، إذ بلغ حدودها
سنة 616هـ/1219م وشرع في العودة إلى منغوليا سنة 620هـ/1223م(17). وقد
كان غزو جنكيز خان للشرق الإسلامي عنيفا وشديدا فقد خرَب ودمر كل ما صادفه
من البلاد التي وطئتها أقدامه ، ونكلبالمسلمين وتفانى في تعذيبهم بشتى
الوسائل والأساليب(18). وفي
أثناء هذه الفتوح الكبيرة مات جنكيزخان سنة624هـ/1227معن اثنين وسبعين
عاما وكانت البلاد التي فتحها هو واولاده تمتد من البحر الأصفر إلى البحر
الأسود ، وكانت تضم بلادا وقبائل انفصلت عن حكم الصين والتانغوتوالأفغان
وإيران والترك (19). ]لم
يترك جنكيز خان قبل موته أية تعليمات بالنسبة لوحدة الامبراطورية
المغوليةلذا فقد اتفق على أن يجري اختيار من يخلفه من ابنائه عن طريق
الانتخاب ، وفي سنة 626هـ/1229م تم عقد الجمعية الوطنية العامة "
القوريلتاي " واتفق ابناء جنكيز خان علىتنصيب أوكتاي خلفا لأبيه ودخل
الجميع في طاعته (20) وامتاز عصر أوكتاي بتوسيع الممتلكات المغولية بشكل
واضح حيث تم إخضاع دولة " كين " الواقعة في النصف الشمالي منالصين ، والتي
كانت قد أخضعت جزئيا في أيام جنكيزخان (21) ثم شن المغول على أوربا حملة
كبيرة فدخلوا موسكو ونوجرود وهاجموا بلاد المجر وأحرقوا كزاكاو وحاصروا
بشته ، ولقدأنقذ أوربا من الخطر المغولي موت أوكتاي سنة 639هـ/1241م (22)
وقد قبضت زوجته "توراكينا خان" على أزمة الأمور حتى استطاعت بذكائها وحسن
دهائها أن تجعل السلاطينوالأمراء الكبار يوافقون على اختيار ابنها "كيوك
خان" في مؤتمر"القوريلتاي" الذي انعقد سنة644هـ/1246م (23) وأعاد كيوك خان
الأمن الذي اختل في حكم أمه ثمأرسل جيوشه إلى إيران والصين (24) ولم يمكث
كيوك خان في الحكم سوى عام وبعض العام حتى لقي حتفه (25). وبوفاةكيوك
خان انتقل زمام الدولة إلى شعبة أولاد تولوي فتولى منكو بن تولوي العرش
سنة 648هـ/1250م (26)، وفي سنة 651هـ/ 1253 م أرسل القان منكو أخاه هولاكو
ومعه أسرته على رأس جيش كبيرإلى إيران ليحارب الاسماعيلية والعباسيين في
بغداد (27). [blockquote][blockquote]وقد
حرص منكو على إعداد أخيه هولاكو إعدادا دقيقاوباشر ذلك بنفسه فأمده بكثير
من القوات التي مارست الطعن والنزال واقتحمت ميادين القتال ، وأمده بكثير
من الجند الذين مهروا في استخدام أدوات الحرب مثل المنجنيق وقاذفاتالنفط
ورمي السهام ووصل تعداد هذا الجيش إلى 120000 جندي من خيرة محاربي المغول
(28)، وخرج هولاكو على رأس جيشه من عاصمة المغول " قراقورم " سنة
651هـ/1253م حتى وصل إلىإيران واستطاع أن يخضعها لسلطانه سنة 653هـ/1255م
وفي العام التالي فتح قلعة ألموت وحطم المغول ماوجدوه من الأسلحة وأدوات
القتال التي كانت لدى الاسماعيلية ، وبذلك زالتدولة الاسماعيلية الباطنية
بعد أن استمرت 171 عاما تثير الرعب والفزع في بلاد العالم الإسلامي كافة
(29) ليحل محلهم المغول الذين انتقلوا إلى همدان وعسكروا فيها
ليكونوابالقرب من العاصمة العباسية بغداد ليعدوا العدة لفتحها. ويبدو
أن هولاكو طمع في أن ينشيء لنفسه بوصفهتابعا لأخيه منكو إمبراطورية خاصة
في الغرب أو أن يكون أخوه الخاقان قد أوعز له بذلك ليكون في بيتهم الملك
والسلطان ، وحقق هولاكو هدفه الأول بالقضاء على طائفةالاسماعيلية وجعلها
عبرة لمن يفكرون في مقاومته ثم سار إلى بغداد لتحقيق هدفه الثاني وهو
القضاء على الخلافة العباسية وفتح بغداد (30) وفي التاسع من المحرم سنة
656هـ /السادس عشر من يناير سنة 1258م وصلت جيوش هولاكو إلى بغداد وأعمل
السيف في أهلها لمدة أربعين يوما فقتل من المسلمين عدد كبير وقتل الخليفة
العباسي المستعصم بالله وآل بيته ،ولم ينج من بين أيديهم إلا العدد القليل
(31) . [blockquote][blockquote]وقضى
هولاكو بذلك على الخلافة الإسلامية ثم تقدم نحو بلادالشام ، وفي طريقه
استولى على ميافارقين في ديار بكر وقتل صاحبها الملك الكامل محمد بن الملك
المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب ، وحمل التتار
رأسهعلى رمح قصير وطيف به لأنه رفض الاستسلام للمغول (32) . وفي
سنة 658هـ/ 1259م دخل جيش المغول إلى حلب عنوة بعد أنرفض حاكمها الاستسلام
وأعملوا في أهلها القتل والأسر (33) وسقطت دمشق في أيديهم واستمروا في
إسقاط كافة البلدان بالشام حتى وصلوا إلى غزة والخليل فقتلوا الرجال
وسبواالنساء والأطفال واستاقوا من الأسرى والأبقار والأغنام والمواشي شيئا
كثيرا وأخذوا من الأسلاب والأثاث ما لايحصى عده (34) وصاروا على مقربة من
الحدود المملوكية المصرية.
العالم الإسلامي بموجات من الزحف المغولي الذي لم يرحم صغيرا ولا كبيرا
وانطلق يدمر كل شيء في طريقه حتى انتشرالفزع والهلع في كل مكان (1)،فمن
هؤلاء المغول الذين نشروا الرعب والفزع في العالم الإسلامي ؟ ومن أين أتوا ؟
وماذا فعلوا بالمسلمين ؟ ومن تصدى لهم من المسلمين واستطاع أنيوقف زحفهم ،
وأن يحطم كبرياءهم ؟ يذكر
كثير من المؤرخين والباحثين أن المغول هم عدة قبائل بدوية رعوية كانيشار
إليهم غالبا باسم التتار أو التتر ، وهو اسم كان يطلق على إحدى مجموعاتهم
وهي قبيلة التتر ، وكانت القبائل المغولية في مستهل القرن السابع الهجري ،
الثالث عشرالميلادي تعيش في هضبة منغوليا الواقعة شمال صحراء جوبي بين
بحيرة بايكال في الغرب وجبال خنجان (Khingan ) على حدود منشوريا في الشرق
(2)
وكانت هذه القبائل تعيش على الصيد والقنص ويتغذون باللحم ولبن الخيل
(3) ولم يكن لهم دور يذكرفي التاريخ قبل ظهورجنكيزخان ، بل كانوا ينقسمون
إلى عدة قبائل كما يلي: 1
ــ قبيلة القيات الصغيرة ، التي ظهر منها جنكيزخان وكانوا يسكنون على
شواطيء الشعب العليا الآمور وجبالقراقورم أي يابلونوي الحالية (Iablonoi )
(4)
2 ــ قبيلة الأويرات ، وكانوا يقيمون في المنطقة الواقعة مابين نهر
أونن (Onan ) وبحيرة بايكال ، وكانوا كثيري العدد وقد انقسموا إلى عدة فرق ،
إلا أنهم كانوا يأتمرون بأمرملك واحد ولما جاء جنكيزخان استطاع أن يخضعهم
لطاعته (5)
3 ــ قبيلة النايمان ، وهي من قبائل الأتراك الذين غلب عليهم
الطابع المغولي وكانوا يقيمون في أقاصي الغرب بين أعالى نهر أرتش ونهر
أرخون شمال جبال التاي وبسبب اقتراب هذهالقبيلة من قبائل الأوغور في الجنوب
فقد اعتنقوا الديانة المسيحية حسب الطقوس النسطورية(6)
4 ــ قبيلة
الكراييت (Kerait ) وكانت تقطن الواحات الشرقية لصحراء جوبي (7) وجنوب
بحيرة بايكال حتى سور الصين ، وكانت هذه القبيلة من أقوى قبائل المغول في
القرنين الخامسوالسادس الهجريين واستطاعت السيطرة على معظم القبائل حولها ،
وقد اعتنق رئيس هذه القبيلة الديانة المسيحيةعام 398هـ/1008م (
5
ــ قبائل المركييت (Markit ) وهم من المغول وكانوا يسكنون المنطقة الواقعة
شمالي بلاد الكراييت على مجرى نهر " سلنجا " وجنوبي بحيرة بايكال ، وكان
لهم جيش قوي ذو بأسشديد ولهذا شنّ عليهم جنكيزخان حربا شعواء استعمل فيها
القسوة والشدة حتى أباد معظمهم (9)
6 ــ قبائل التتار ، وكانوا يقطنون
المنطقة التي تحد شمالا بنهري " أرخون " و "سيلنجا " (Selenga ) ومملكة
القرغيز ، وشرقا بإقليم الخطا ( الصين الشمالية )وغربا قبائل الأويغور
وجنوبا بإقليم التبت (10)
وقبائل التتار من أشد قبائل الجنس الأصفر بطشا
وجبروتا في أقاليم آسيا الشمالية وكانوا يتمتعون باحترام زائد نتيجة قوتهم
بالإضافة إلى أنهم كانوا أكثر القبائل رفاهيةوتنعما (11). وكانت
قبائل التتار في صراع دائم وشديد مع قبائل المغول حتى ظهر جنكيز خان فقام
ومعه جنودهبالإجهاز عليهم واستئصال شأفتهم وأصدر أمرا قاطعا بألايترك أحد
منهم على قيد الحياة ، وعلى أثر انتصاره عليهم ، أطلق اسمهم عليه ، ربما
لما كانوا يتمتعون به من القوةوالشجاعة والثراء والنبل (12)
والحقيقة أن
المغول في بدء هجومهم على العالم الإسلامي كانوا يعرفون بالتتار كما أطلق
عليهم اسم "المغول " و " مغل " واشتهروا في التاريخ بهذين الاسمين(13). [blockquote][blockquote]ولقد
تمكن الزعيم المغولي جنكيز خان (14) من جمع شمل القبائل المغولية المتفرقة
وأخضعها كلها لسلطانهونصب نفسه عليها خاقانا (15) سنة 603هـ / 1206م وبعد
أن تولى جنكيز خان عرش المغول سعى إلى التوسع في الأقاليم الجنوبية بهدف
اقتطاع ما يمكن اقتطاعه من البلاد الصينية والتوسعفي الأقاليم الغربية بقصد
تعقب بعض القبائل المغولية التي فرت من وجهه وأبت الرضوخ لسلطانه ، وبينما
هو يستعد لتوسيع ملكه قرر وضع دستور لشعبه كي يلتزم المغول به ويسيرونوفق
قواعده في حياتهم ، وقد نظم هذا الدستور الحياة العامة المغولية لمدة طويلة
بعد موته (16). [blockquote][blockquote]وبعد
أن نظمجنكيزخان الأمور داخل دولته واطمأن إلى استقرارها زحف نحو البلاد
الشمالية من بلاد الصين وتمكن من إخضاعها ، كما تمكن من الانتقام من أعدائه
الذين فروا من وجهه تجاهالغرب ، ومن ثم اصطدم بالقوى الإسلامية ولاسيما
الدولة الخوارزمية التي كانت قد وصلت إلى أقصى اتساع لها في عهد علاء الدين
محمد خوارزم شاه ، وقد استطاع جنكيزخان تخريبأقاليم هذه الدولة والتنكيل
بسلطانها وجيوشها وسكانها في مدة لاتزيد على أربع سنوات ، إذ بلغ حدودها
سنة 616هـ/1219م وشرع في العودة إلى منغوليا سنة 620هـ/1223م(17). وقد
كان غزو جنكيز خان للشرق الإسلامي عنيفا وشديدا فقد خرَب ودمر كل ما صادفه
من البلاد التي وطئتها أقدامه ، ونكلبالمسلمين وتفانى في تعذيبهم بشتى
الوسائل والأساليب(18). وفي
أثناء هذه الفتوح الكبيرة مات جنكيزخان سنة624هـ/1227معن اثنين وسبعين
عاما وكانت البلاد التي فتحها هو واولاده تمتد من البحر الأصفر إلى البحر
الأسود ، وكانت تضم بلادا وقبائل انفصلت عن حكم الصين والتانغوتوالأفغان
وإيران والترك (19). ]لم
يترك جنكيز خان قبل موته أية تعليمات بالنسبة لوحدة الامبراطورية
المغوليةلذا فقد اتفق على أن يجري اختيار من يخلفه من ابنائه عن طريق
الانتخاب ، وفي سنة 626هـ/1229م تم عقد الجمعية الوطنية العامة "
القوريلتاي " واتفق ابناء جنكيز خان علىتنصيب أوكتاي خلفا لأبيه ودخل
الجميع في طاعته (20) وامتاز عصر أوكتاي بتوسيع الممتلكات المغولية بشكل
واضح حيث تم إخضاع دولة " كين " الواقعة في النصف الشمالي منالصين ، والتي
كانت قد أخضعت جزئيا في أيام جنكيزخان (21) ثم شن المغول على أوربا حملة
كبيرة فدخلوا موسكو ونوجرود وهاجموا بلاد المجر وأحرقوا كزاكاو وحاصروا
بشته ، ولقدأنقذ أوربا من الخطر المغولي موت أوكتاي سنة 639هـ/1241م (22)
وقد قبضت زوجته "توراكينا خان" على أزمة الأمور حتى استطاعت بذكائها وحسن
دهائها أن تجعل السلاطينوالأمراء الكبار يوافقون على اختيار ابنها "كيوك
خان" في مؤتمر"القوريلتاي" الذي انعقد سنة644هـ/1246م (23) وأعاد كيوك خان
الأمن الذي اختل في حكم أمه ثمأرسل جيوشه إلى إيران والصين (24) ولم يمكث
كيوك خان في الحكم سوى عام وبعض العام حتى لقي حتفه (25). وبوفاةكيوك
خان انتقل زمام الدولة إلى شعبة أولاد تولوي فتولى منكو بن تولوي العرش
سنة 648هـ/1250م (26)، وفي سنة 651هـ/ 1253 م أرسل القان منكو أخاه هولاكو
ومعه أسرته على رأس جيش كبيرإلى إيران ليحارب الاسماعيلية والعباسيين في
بغداد (27). [blockquote][blockquote]وقد
حرص منكو على إعداد أخيه هولاكو إعدادا دقيقاوباشر ذلك بنفسه فأمده بكثير
من القوات التي مارست الطعن والنزال واقتحمت ميادين القتال ، وأمده بكثير
من الجند الذين مهروا في استخدام أدوات الحرب مثل المنجنيق وقاذفاتالنفط
ورمي السهام ووصل تعداد هذا الجيش إلى 120000 جندي من خيرة محاربي المغول
(28)، وخرج هولاكو على رأس جيشه من عاصمة المغول " قراقورم " سنة
651هـ/1253م حتى وصل إلىإيران واستطاع أن يخضعها لسلطانه سنة 653هـ/1255م
وفي العام التالي فتح قلعة ألموت وحطم المغول ماوجدوه من الأسلحة وأدوات
القتال التي كانت لدى الاسماعيلية ، وبذلك زالتدولة الاسماعيلية الباطنية
بعد أن استمرت 171 عاما تثير الرعب والفزع في بلاد العالم الإسلامي كافة
(29) ليحل محلهم المغول الذين انتقلوا إلى همدان وعسكروا فيها
ليكونوابالقرب من العاصمة العباسية بغداد ليعدوا العدة لفتحها. ويبدو
أن هولاكو طمع في أن ينشيء لنفسه بوصفهتابعا لأخيه منكو إمبراطورية خاصة
في الغرب أو أن يكون أخوه الخاقان قد أوعز له بذلك ليكون في بيتهم الملك
والسلطان ، وحقق هولاكو هدفه الأول بالقضاء على طائفةالاسماعيلية وجعلها
عبرة لمن يفكرون في مقاومته ثم سار إلى بغداد لتحقيق هدفه الثاني وهو
القضاء على الخلافة العباسية وفتح بغداد (30) وفي التاسع من المحرم سنة
656هـ /السادس عشر من يناير سنة 1258م وصلت جيوش هولاكو إلى بغداد وأعمل
السيف في أهلها لمدة أربعين يوما فقتل من المسلمين عدد كبير وقتل الخليفة
العباسي المستعصم بالله وآل بيته ،ولم ينج من بين أيديهم إلا العدد القليل
(31) . [blockquote][blockquote]وقضى
هولاكو بذلك على الخلافة الإسلامية ثم تقدم نحو بلادالشام ، وفي طريقه
استولى على ميافارقين في ديار بكر وقتل صاحبها الملك الكامل محمد بن الملك
المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب ، وحمل التتار
رأسهعلى رمح قصير وطيف به لأنه رفض الاستسلام للمغول (32) . وفي
سنة 658هـ/ 1259م دخل جيش المغول إلى حلب عنوة بعد أنرفض حاكمها الاستسلام
وأعملوا في أهلها القتل والأسر (33) وسقطت دمشق في أيديهم واستمروا في
إسقاط كافة البلدان بالشام حتى وصلوا إلى غزة والخليل فقتلوا الرجال
وسبواالنساء والأطفال واستاقوا من الأسرى والأبقار والأغنام والمواشي شيئا
كثيرا وأخذوا من الأسلاب والأثاث ما لايحصى عده (34) وصاروا على مقربة من
الحدود المملوكية المصرية.
مازن- عدد المساهمات : 15
نقاط : 45
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/02/2011
مواضيع مماثلة
» أحمد حسن عميداً للاعبي العالم
» ميسي اللاعب الأعلى قيمة في العالم
» ميسي اللاعب الأعلى دخلا في العالم
» 659 مليون شخصا يشجعون مانشستر يونايتد حول العالم
» كأس العالم لمنتخبات الرجال: صربيا تحرز اللقب
» ميسي اللاعب الأعلى قيمة في العالم
» ميسي اللاعب الأعلى دخلا في العالم
» 659 مليون شخصا يشجعون مانشستر يونايتد حول العالم
» كأس العالم لمنتخبات الرجال: صربيا تحرز اللقب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى